64 - رحلة إلى اليابان 13# - أقتُل قبل أن تُقتَل!

الفصل 64 : رحلة إلى اليابان 13# - أقتُل قبل أن تُقتَل!

---------------------------------------------------

كانت صدمة (أورين) كبيرة جداً عندما وجد (عزازيل) فوقه مباشرة ويحمل مسدساً وينوي أن ينهي حياته. فعندما سأل (عزازيل) عن الجريموار كان يعتقد بأن (أورين) يملكه وبأن الجريموار في الأصل موجود بالفعل في اليابان. فقال له (أورين) وهو خائف:

"لـ-ليس لدي الكتاب!"

فصرخ عليه (عزازيل) بقوة وغضب قائلاً:

"كاذب! لقد رأيتك تدخل إلى إجتماع الياكوزا. وأنا أعلم بأنك تملك الجريموار!"

انفعل (أورين) أيضاً بعد أن صرخ (عزازيل) عليه، فمن المفترض أن الفتيات نائمات في الغرف المجاورة، وتلك الصرخة المليئة بالغضب كافية لإيقاظ الجيران حتى، فسأل عنهن وهو مرعوب من فكرة أنه فعل لهن شيئاً سيئاً:

"أ-أين هي عائلتي؟"

أجابه (عزازيل):

"لقد قمت بتنويمهم. لا أحد يستطيع سماعك. نحن لوحدنا. لذا... في حالة لم تكن تريد إخباري بمكان الجريموار، فسوف أقتلك."

في تلك اللحظة ارتبك (أورين) وأصبح مرعوباً بشدة فهو تحت ضغط قوي جدا من طرف عدو قوي فظل يحدث نفسه بعد أن تذكر شيئاً:

(أوه اللعنة.... اللعنة، اللعنة، اللعنة... ماذا سأفعل الآن... أ-أجل! المسدس! قامت لورين بإخفائه وسط المصباح الورقي... ربما لو استطعت الوصول إليه...)

فكر (أورين) جيدا في ما يجب عليه فعله للخروج من ذلك الوضع الخطير بدون أن يتم قتله، فصاح متظاهراً بالاستسلام أمام (عزازيل) وقال:

"حـ-حسنا، حسنا! الجريموار موجود هنا! لقد قمت باخفائه!"

فقال له (عزازيل) وهو لم يتخلى بعد عن حذره:

"اعطني إياه."

"حـ-حسنا..."

سمح (عزازيل) لـ(أورين) بالتحرك من مكانه حتى يقوم باخراج الكتاب كما يعتقد وعلى الرغم من ذلك فهو لا يزال مصوبا المسدس نحوه.

عندما زحف (أورين) نحو المصباح الورقي أراد أن يضلل (عزازيل) بالكلام، لأنه لا يعلم بأن (أورين) ينوي اخراج المسدس حتى يستطيع قتله قبل أن يُقتَل، فقال له وهو يمد يده وسط المصباح الورقي:

"و... ماذا ستفعل به؟"

فأجابه (عزازيل) بكل فخر:

"سيعرف (عشتروت) ما يجب القيام به. تلك القوة تنتمي إليه. تلك كانت غلطة (ليليث)، كانت تحاول تحقيق هدف (عشتروت) بطرق فانية. المكوّن س.ت.م.ج؟ همف! يا لها من إهانة. إنه كائن مقدس، وعلى هذا النحو فهو بحاجة إلى قوة سماوية... ولكن كفى كلاماً. سلمه لي."

"أجل، أ-أجل إنه هنا..."

فجأة قام (أورين) من مكانه وأشهر مسدسه نحو (عزازيل)، فتفاجأ (عزازيل) من ذلك وقال:

"ماذا؟"

فقال له (أورين) بغضب أيضاً وهو حرص على عدم تزحزح (عزازيل) من مكانه:

"لا تتحرك، يا ابن العاهرة!"

حينها وبعد أن ظل (عزازيل) صامتاً لوهلة، بدأ يضحك:

"هاها... هاهاهاها..."

انفعل (أورين) وأمسك بمسدسه جيداً وهو يصوب نحو رأسه مباشرة وصاح عليه:

"لقد قلت لا تتحرك!"

لكن (عزازيل) لم يكن مكترثاً أبدا، وقال له:

"وإلا ماذا؟ هل سبق لك وأن قتلت رجلا من قبل يا فتى؟ ما هي خطته بالضبط للخروج من هذا الوضع، هاه؟ قتلي؟ .. وهل ستقدر على التخلص من الجثة بعد ذلك؟ أنت لا تملك القوة لتخفي شيئاً مثل ذلك. الشرطة ستكتشف الأمر. وعائلتك سيكتشفون ذلك أيضاً. سيعتقدون بأنك قاتل... وسوف يتم سجنك لبقية حياتك. هل هذه هي خطتك؟"

كان (أورين) يفكر في ما يقوله (عزازيل) على أنه كلام صحيح، ولكنه لم يرد أن يتشتت انتباهه فقال له:

"لكنها أفضل من أن يتم قتلي."

فضحك (عزازيل) مجدداً وقال:

"هاها... أنت حتى لا تملك الجرأة لتسحب الزناد."

قام (عزازيل) بوضع يده على قناعه وهو يقول بجدية بعد أن اختفت ابتسامته وضحكته:

"لقد كنت أعلم بأنه كان يجب علينا قتلك قبل مدة طويلة...."

ومن ثم أزال قناعه وأكمل كلامه وهو يبدو غاضبا:

"ولكن (إسماعيل) قال: لا... لا نستطيع قتله..."

كان (عزازيل) رجلاً بملامح آسيوية وأكثر شيء ملفت للانتباه في وجهه هي عيناه، حيث أن لون قزحية عينيه كانت بالأبيض الشفاف.

فقال له (أورين) وهو غير فاهم لما يقول (عزازيل):

"ما الذي تتحدث عنه؟"

لكن (عزازيل) نفذ صبره ورفع يده التي كانت قد انخفضت قبل قليل عندما كان يتحدث مع (أورين)، وقام بحشو المسدس مجدداً وصرخ قائلا بغضب شديد:

"هذا يكفي! اعطني الجريموار!"

لكن (أورين) كان وكأنه يشعر بشيء غريب في عقله وجسده فظل صامتاً بينما كان يصوب بمسدسه أيضاً نحو (عزازيل).

فأكمل (عزازيل) كلامه:

"لقد بدأت أسأم منك... سوف أجعل الأمر واضحا جدا: لديك خيارين الآن. الأول: سوف تضع السلاح أرضاً، وسوف تخبرني بمكان الجريموار، ولعلك ستظل حيا لترى العالم الجديد الذي سينشئه (عشتروت). الثاني: سوف تموت، وسوف أغتصب أختيك أمام أمهما، وبعدها سأغتصبها هي أيضاً وأذبح عنقها من الأذن إلى الأذن."

عندما سمع (أورين) ذلك الكلام حول عائلته شعر بالغضب الشديد وقال له بعصبية:

"أقسم لك بأنه لو لمست شعرة واحدة من رؤوسهن فأنت ميت لعين!"

رد عليه (عزازيل):

"أنت من قمت بإقحامهم في هذه المعمعة يا (أورين). وعليك أن تتقبل العواقب. أنا بخير مع كلا الخيارين. الآن اختر. لديك 5 ثوان."

كان (أورين) مرعوباً للغاية لدرجة أنه بدأ يرتعش وهو يحدث نفسه:

(مـ-مـاذا سأفعل الآن بحق الجحيم... هذه ليست حلقة من مسلسل تلفزيوني، إذا أطلقتُ النار عليه فسوف أذهب إلى السجن... إلى الأبد... و-ولكن إذا أخبرته بمكان الكتاب فسوف يقتلني... أو... أو ربما لا... لا أعلم...)

فبدأ (عزازيل) بالعد التنازلي.

"5..."

"4..."

في تلك اللحظة التي يعد فيها (عزازيل)، بدأ يحدث شيء غريب مع (أورين)، حيث كان يرى أشياءًا وكأنها ذكريات أو ما شابه لوالده قبل أن يسافر ويختفي عنهم مرة أخرى، فضيق عينيه وهو مرتبك:

(مـ-مـاذا؟ أبي؟ لماذا أرى ذلك الآن؟ هل سوف أموت؟ هل أنا أرى شريط حياتي أمام عيناي قبل موتي؟)

فرأى مجدداً نفس الشيء ولكن هذه المرة كان والده يحدق به بطريقة غامضة.

(أهذا هو الهراء الذي سأراه قبل موتي؟!)

فأتاه هذه المرة شيء أغرب، حيث كان يرى جدارا متسخاً وقديماً، به 4 أرقام مرسومين بالدم بشكل كبير جداً "6174" وتحت ذلك الرقم مباشرة مكتوب بالدم وبخط أصغر قليلاً "أنا في الجحيم، النجدة!"، لكن الرؤيا اختفت بسرعة وكان (أورين) مصدوماً وقلبه يضرب بقوة شديدة.

(مـا كان ذلك بحق.... لـ-لم يسبق لي أن رأيت ذلك المكان من قبل.... هل بدأت أفقد عقلي؟)

و(عزازيل) لا يزال يكمل عده العكسي إلى الصفر.

"3..."

"2..."

ومجددا وفي لحظة قصيرة رأى (أورين) صورة لرجل يرتدي ملابس سوداء داكنة وقبعة سوداء جالسا على الأرض بتربيعة القدمين.

وبسرعة تغيرت الذكرى ورأى مجدداً ذلك الجدار، لتتغير مرة أخرى إلى صورة ذلك الرجل ذو الملابس السوداء حيث كان يرتدي قناع لجمجمة، وكان يرفع رأسه ببطئ وبدا وكأنه ينظر من خلال (أورين).

وفي تلك اللحظة تغيرت ملامح (أورين) ليصبح غاضبا للغاية وكأنه ليس في وعيه.

"1..."

"0..."

فجأة!! ..... صوت اطلاق النار كان عاليا جداً، ومر كل شيء في ثانية واحدة، كان وجه (أورين) ملطخا بالدماء وهو مصدوم للغاية وهو يحدق أمامه ويده لا تزال تحمل المسدس...

كان (عزازيل) ميتاً...

لكن وعلى ما تبين بأن ليس (أورين) من أطلق عليه النار...

فأدار رأسه ليجد (آيكو) تحمل مسدساً مصوبة إياه نحو (عزازيل) والدخان يخرج من فوهة المسدس، كانت تقف وقفة هجومية بملامح غضب وقلق.

لم يفهم (أورين) ماذا يحدث، فسألها متعجباً ومصدوماً:

"(آ-آيكو)؟ كيف... لماذا أنتِ هنا؟"

رمت (آيكو) السلاح أرضاً وكلمت (أورين) وهي قلقة جدا عليه:

"هل أنت بخير؟"

أجابها بعد أن أخفض سلاحه:

"أجل. أنتِ... أنت أطلقت النار على (عزازيل)... أطلقتِ النار على عمك..."

فقالت له:

"كان يجب أن ينتهي ذلك."

"ولكني كـ-كنت على وشك قتله... أنا..."

"أنا أعلم. ولكن... يجب أن يكون أنا من يقتله. لقد سمعت كل شيء قاله. ما كان سوف يقوم به لك، ولعائلتك... و... بفضلك، بدأت أحقق في الأمر و.... ووجدت بأنه قتل والدي عندما كنتُ في سن الرابعة."

شعر (أورين) بالأسى على (آيكو) وقال لها:

"أنا آسف لسماع ذلك يا (آيكو). أعلم بأن هذا لا يجب أن يكون سهلاً...."

"لقد كان عبارة عن قمامة، ولم يكن يستحق أفضل شيء من هذا. أنا فقط آسفة، لقد تأخرت بشكل لا يغتفر. و كذلك... أنا آسفة لأنني لم أستمع إليك منذ البداية. إنه فقط...."

ابتسم (أورين) بلطف وقال لها:

"لا بأس، لا تضغطي على نفسك يا (آيكو)."

فابتسمت له (آيكو) باطمئنان وقالت:

"شـ-شكرا لك، (أورين)..."

ظل الإثنان يحدقان في جثة (عزازيل)، وهما لا يعرفان ما يجب فعله بعد تلك المشكلة، فتحدث (أورين) مخاطبا (آيكو):

"آمم... حسنا. ماذا يجب علينا فعله الآن؟ هل تعتقدين بأن أحداً ما سمع طلقة النار تلك؟"

أجابته: "لا أعتقد ذلك... قام (عزازيل) بتنويم عائلتك بمادة الكلوروفورم، لن يستيقظوا حتى الصباح. وأنت الشخص الوحيد الموجود في هذا المكان. والشخص الوحيد الذي يعيش بالقرب من هنا هو..."

في تلك اللحظة، صاح أحدهم خارج الفندق وهو يدخل إلى مكان وجود (أورين) و(آيكو):

"ماذا بحق الجحيم؟"

كان ذلك (هيرومي)، فبعد أن فتح الباب ووجد جثة أمامه أمسك رأسه الأصلع وهو مصدوم ويصرخ:

"أو يا إلاهي العظيم! ماذا حدث هنا بحق الجحيم؟! هناك رجل ميت في فندقي! ... مجدداً!"

كان (أورين) صامتاً وكان يشعر بالذنب فحاول محادثة (هيرومي) حتى يهدأ:

"آهمم..، أ-أستطيع أن أشرح يا (هيرومي)..."

لكن (هيرومي) هدأ شيئاً فشيئاً فتنهد تنهيدة طويلة وقال:

"يا لها من فوضى... والأكثر من ذلك أنه على السرير الأرضي الرائع... لا يمكن إزالة ذلك الدم بالماء..."

لم يعرف (أورين) ما يقول ولكن حاول محادثة (هيرومي):

"أنا.... (هيرومي).... آمم...."

اقترب (هيرومي) من (أورين) بعد أن أخرج من مكان ما في الغرفة أدوات التنظيف وأظهر ابتسامته وهو يقول بغير اكتراث لما حصل:

"آآه لا تقلق يا (أورين)! سوف أتولى هذا. أي مرشد سياحي سأكون إذا لم أغَطِّي على زبنائي جرائم قتلهم؟ هيا خد حماما واحظى بقسط من الراحة. الفطور سيكون جاهزا عند انتهائك."

فرح (أورين) بحصوله على تلك الخدمة الرائعة وابتسم له وقال:

"حـ-حسنا إذن، شكرا لك (هيرومي)!"

ثم بدأ بالتنظيف مباشرة بطريقة احترافية وسريعة.

ظل حينها (أورين) يحدق في جثة (عزازيل) مطولا إلى أن أدار رأسه ليجد (آيكو) تحمل نظرات حزينة، فتقدم نحوها وقال لها:

"حسنا... يبدو بأن المشكلة قد تم حلها."

فقالت له: "أجل... يجب عليّ أن أغادر، أيضاً..."

تساءل (أورين) قائلاً:

"هل لديك أي مكان ستذهبين إليه؟"

"سوف أجد مكانا ما. لقد كنت وحيدة طوال حياتي، لذلك لن تكون مشكلة بالنسبة لي."

كان (أورين) ينظر إلى أعين (آيكو) الحزينة والمنكسرة بعد موت أقرب الناس إليها والذي كان قد خانها قبل أن تدرك ذلك عندما قتل والدها في صغرها، لذلك قرر اخبارها شيئاً، فقال لها بابتسامة دافئة ومشرقة:

"لماذا لا تأتي معنا؟"

تفاجأت (آيكو) من كلام (أورين) وتسائلت:

"مـ-ماذا؟"

فاقترب منها (أورين) أكثر وهو متحمس لتلك الفكرة وقال لها:

"تعالي معنا! إلى إنجلترا! أنا متأكد من أن (آشماداي) سيجد مكانا لك هناك، حيث يمكنك الدراسة في نفس مدرستي أنا و(لورين) و(جودي)!"

يتبع..

-----------------------------------------------------

ادعموني بالضغط على هذا الرابط واكمال المراحل إلى الآخر :

https://shrinke.me/AQm9WP

شكرا لكم ^^

-----------------------------------------------------

2022/08/14 · 72 مشاهدة · 1611 كلمة
نادي الروايات - 2024